24 إبريل نت (مقال : أ . لطفي باجندوح)
لست أدري من المسؤول الحقيقي عن سلوكيات التبذير عند الفقراء والبسطاء فينا الذين يؤمنون ويعتقدون ويعترفون بأنهم بسطاء وفقراء وفي زمن شدة وكرب، ومع هذا يبذّرون ويسرفون وكأنهم الأغنياء في أبهى صورهم وكأنهم لا يعتبرون من دروس الليالي والأيام التي تطحنهم برحاها غلاء وذلا وقسوة ومع هذا لا يعتبرون .
في أفراح المقلّين وأعراسهم ومناسباتهم ترى كل مذهل وعجيب ابتداء من يوم الخطبة والأمور الدخيلة عليها من خاتم الخطوبة وهدايا وجموع غفيرة وحلوى ومشروبات ومكسرات ومرورا بتجهيز الغرف الفاخرة وشراء الأغراض المكلفة من ملابس وشنط وذهب وغيرها ووصولا إلى يوم العرس وما فيه من سهرات ورقص ومزامير ومنكرات وربما ولائم مكلفة تجر ذيل ديونها عند أصحاب المطابخ شهورا عديدة وأزمنة مديدة.
في أحزان البسطاء أضحى الموت ذا ثمن باهض ليس في انكسار القلب لفقد الغالي والحبيب ولكن في تكلّف الولائم التي ما أنزل الله بها من سلطان وحشد الناس لحضروها وإرسال الدعوات وليس ذلك ليوم أو يومين بل لأكثر وربما تم تنظيم دوري كروي باسم الفقيد الذي يقبع في قبره رهين أعماله وفي أمس الحاجة لحسنات تواري سؤة تقصيره وإهماله يوم أن كان مستمتعا بزهرة الحياة الدنيا.
تنبية :- المقالات التى تنشر تعبر عن اراء كتابها فقط.